كان أهل البحيرة في مصر كثيري الثورات على الفرنسيين. وفي كل ثورة كان يشنق الفرنسيين عدد من الاهالي والاعيان والعرب بها.
وكان الفرنسيون دائما ما يتخذون منهم الرهائن ليكفوا عن الثورة
في سنة 1799 ظهر مجاهد من أهل المغرب الإسلامي (بالتحديد لييبا) يكنى (أبو عبد الله ) وإسمه (المهدي الدرناوي) فقام بدعوة مسلمي شرق ليبيا الى الجهاد في سبيل الله, ، فأقبل عليه الناس أفواجاً من قبائل الجبل الاخضر و أولاد علي، والهنادي وغيرهم، كما أنضم إليه سكان القرى التي مر بها وسار بهذه الجموع حتى بلغ دمنهور (1214هـ/ ابريل عام 1799م) لنجدة إخوانه المسلمون .
وكانت تعسكر بدمنهور بمنطقة البحيرة حامية فرنسية أبادها الدرناوي عن بكرة أبيها, وأتخذ من دمنهور عاصمة له
قدمت فرقة من جيش الحملة الفرنسية على رأسها (ريدون) والتقت بجموع المجاهدين في منطقة الرحمانية و دام القتال بينهم خمس ساعات, فر بعدها (ريدون) هاربا وكتب الله النصر للمجاهدين.
فعهدت قيادة الحملة الفرنسية إلى قائد إسمه (مارمون) لإنقاذ الفرنسيين في الرحمانية فترك في رشيد حامية كافية لقمع الثورات ثم سار الى الرحمانية .
و في 3 مايو من نفس العام التحمت القوات الفرنسية في قتال مع المجاهدين بقيادة ابوعبدالله الدرناوي عند سنهور القريبة من دمنهور و كانت معركة شديدة الهول ،وكان المجاهد الدرناوي يقود فيها جيشا من المجاهدين المتطوعين قوامه خمسة عشر آلفا من المشاة واربعة آلاف من الفرسان من المتطوعين من الفلاحين والمشايخ والعرب.
استمرت المعركة سبع ساعات حتى ارخى الليل سدوله و كان مع المجاهدين مدفع غنموه من الفرنسيين في معركة دمنهور ظلوا يستعملوه ضد الفرنسيين فيحصدهم حصدا, على الرغم من إمتلاك الفرنسيون لعشرات المدافع إلا أن مدفع المجاهدين تفوق عليهم
وارتبك القادة الفرنسيون (لوفيفر) جابي الضرائب و(مارمون) وقرروا الإنسحاب بعد تكبدهم خسائر فادحة وولوا هاربين بعد هزيمتهم في المعركة, ونتج عن المعركة إستشهاد الفين من المجاهدين.
وكان مجموع إنتصارات المجاهد (ابوعبدالله الدرناوي) والمجاهدين على جيش بونابرت هي خمسة معارك متتتالية سحق فيها حوالي خمسة من قادة الحملة, انتهت باستشهاده (تقبله الله) في بعض الاقوال. أما الجنرال رينييه فقد ذكر أنه ظهر فى ثورة القاهرة الثانية وكان يحرض الناس على القتال، وهو قول الجبرتى أيضا.
بعد فترة قام جنود الحملة الفرنسية بحصار دمنهور حصاراً شديداً لمدة تقارب الـ 3 أسابيع ثم عندما عجزوا عن إقتحام المدينة أحرقوها بالنار و هدموها بالمدافع تماماً و قاموا بقتل ربع سكانها فبلغ عدد القتلى وقتها 15 ألف شهيد من دمنهور وحدها
وأرسل قائد كتيبة إبادة دمنهور لأحد القادة رسالة قائلا :
"أصبحت دمنهور كومة من الرماد ما تركنا فيها حجر فوق حجر"
